اسم الكتاب: تعريف الانفال بالابادة الجماعية
تاليف: خليل عبد الله
منشورات اكاديمية التوعية وتاهيل الكوادر
السليمانية 2011
طبعت في مؤسسة حمدي للطباعة والنشر
مقدمة: الانفال عنوان لتلك الجريمة البشعة التي اقترفه النظام الدكتاتوري البعثي ضد شعب كردستان عام 1988، وتسببت باضراربشرية ومادية واقتصادية واجتماعية ومعنوية وبيئية جسيمه لم تندمل اثار جراحاتها العميقة النازفة في جسد كردستان ولم تلتئم تلك الجراحات حتى اليوم. رغم ان تلك الجريمة قد حصلت في وقت كان الشعب الكردي وقته لا نصير له او سند يدافع عنه على وجه البسيطة، حتى ان جبال كردستان الصديق الحميم الازلي الصادق لم يستطع في حينه ان يحول دون وقوع تلك الكارثة الرهيبة. وما يبعث اليومعلى البهجة والسرور هو ان تلك الجريمة لم تمر دون عقاب ومسائلة مرتكبيها، فبعد سقوط النظام البعثي الدموي واجهت تلك الرؤوس التي اقترفت تلك الجريمة البشعة محكمة عادلة.
*الانفال كلمة عربية مفردها (نفل) وتعني غنائم الحرب من الاموال والثروات والسلاح والانعام بما فيهم اسرى الحرب.
*استلهم حزب البعث الدكتاتوري اسم سورة الانفال ليشنو سلسلة من الحملات العسكرية ضد المواطنين المدنيين من ابناء شعب كردستان.
*المناطق التي تعرضت لحملات الانفال هي:
1- حملة الانفال الاولى بدات في شباط عام 1988 حيث شنت على وادي جافايتي ومقر قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني التي تقع شمال شرق مدينة السليمانية.
2- حملة الانفال الثانية بدات شهر اذار من نفس العام على منطقة قره داغ التي تقع غرب مدينة السليمانية.
3- حملة الانفال الثالثة بدات شهر نيسان على مناطق كرميان وهي مناطق اقضية كلار، كفري، الدوز.
4- حملة الانفال الرابعة بدات مع بداية شهر مايس على منطقة الزاب الصغير.
5- حملة الانفال الخامسة والسادسة والسابعة بدات عند منتصف شهر مايس في قضاء راوندوز ومنطقة خليفان و وادي خوشناوتي التي تقع شمال شرقي مدينة شقلاوة.
6- حملة الانفال الثامنة والاخيرة بدات شهر اب على مناطق بادينان وتشمل محافظة دهوك وبعض انحاء محافظة اربيل .
*يرى حزب البعث العربي الاشتراكي بان الشعب الكردي والشعوب الاخرةى ضيوف احلوا على العراق ويرى فيهم مصدر تهديد على الامن القومي. لهذا انتهج تلك السياسة الشوفينية القذرة تجاه الشعوب العراقية عامة والشعب الكردي خاصة فقد كان ينتهز الفرص لممارسة سياسته تلك.
*حملات الانفال بصورة خاصة يرمي الى تحقيق بعض الاهدافمنها:
1- القضاء على الثورة التحررية لشعب كردستان الذي كان ذراع المقاومة وذالك بتدمير القرى التي كانت مركز للثورة.
2- كان النظام البعثي يرمي من وراء تدميره القرى هدفا اخرا الا وهو شل وتخريب اقتصاد كردستان فالحق اضرار جسيمة بالثروة الحيوانية والزراعية والغابات.
3- كان نظام البعث يهدف من وراء الانفال الى تخفيض نسبة سكان كردستان ليتماشى مع انخفاض نسبة نفوس العرب جراء الحرب الايرانية-العراقية.
*الجينوسايد مصطلح اغريقي يتكون من مقطعين، جينو وتعني( العراق) وسايد بمعنى (الابادة )وهما بالتالي تعنيان الابادة العرقية.
*جينوسايد اشكال عدة وهي لا تقتصر على التصفية الجسدية فحسب بل لها اشكال اخرى وهي:
1- الجينوسايد الجسدي
2- الجينوسايد البايلوجي
3- الجينوسايد الثقافي
4- الجينوسايد الاقتصادي
*جرت محاكمة المسؤولين البعثيين وفقا لقانون الحكمة الجنائية العليا الخاصة وقد صادقت على هذا القانون عام 2005م الجمعية الوطنية العراقية الانتقالية ومجلس الرئاسة واستنادا الى احكام هذا القانون فانه يتم التحقيق مع اي مواطن عراقي او غير عراقي مقيم في العراق ان كان متهما باحدى الجرائم الواردة في المواد (11،12،13،14) من هذا القانون وضمن المدة (من 17-7-1968 حتى1-5-2003 ) سواء ارتكبت داخل العراق او في اي مكان اخر.
*الجرائم التي حددت بموجب هذا القانون هي:
1- الابادة الجماعية( الجينوسايد).
2- الجرائم المرتكبة ضد الانسانية.
3- جرائم الحرب.
4- خرق القوانيين العراقية.
*الجينوسايد تشمل الافعال الواردة ادناه والتي تستهدف القضاء على بعض او جميع افراد مجموعة قومية او عرقية او دينية او اثنية. وتشمل:
- قتل افراد المجتمع.
- الحاق الضرر الجسدي الجسيم او العقلي بافراد المجتمع.
- الاجبار القسري لمجموعة للعيش تحت مؤثرات ظروف معيشية صعبة وذالك بهدف ابادة البعض منهم او جميعهم.
- وضع العراقيل امام التكاثر بين مجموعة سكانية.
- النقل القسري للاطفال من مجتمع الى مجتمع اخر بالاكراه.
*بعد ستين جلسة حول ملف الانفال عقدت من قبل المحكمة الجنائية العليا الخاصة، قررت المحكمة بتاريخ 24-6-2007 ادانة ستة من متهمي تلك الجريمة، وهم (علي حسين المجيد وسلطان هاشم الاحمد وحسن رشيد) والحكم عليهم بالاعدام، وعلى كل من فرحان الجبوري وصابر الدوري) بالسجن المؤبد، وبرات المحكمة ساحة المتهم ( طاهر توفيق) .
*بصورة فردية: وفي هذه الحالة فان للمتضررين وذوي الضحايا الحق في:
- استرداد حقوقهم
- اعادة تاهيل الناجين وذوي ضحايا الانفال والاشراف الصحي والمعالجة النفسية.
- التعويض المادي للقتلى والذين تعرضوا للتعذيب الجسدي والعقلي .
*التعويض بصورة جماعية: التعويض الجماعي لذوي ضحايا الانفال يتجسد في النقاط التالية:
- ان تقوم الحكومة العراقية بادانة عمليات الانفال بشكل علني ورسمي وتقدم الاعتذار الى شعب كردستان.
- ان تقدم الحكومة العراقية ضمانات بعدم تكرار ارتكاب جرائم الانفال واتخاذ الاجراءات المناسبة اللازمة لضمان عدم تكرارها .
- الغاء جميع القرارات التي تهئالارضية الملائمةوالمناسبة لتنفيذ عمليات الجينوسايد.
- على مجلس النواب العراقي تشريع قانون لتعويض ذوي ضحايا الانفال، وهو حق شرعي ودستوري، لان الدستور العراقي قد اكد على ذالك في مادته (132) وذالك برعاية المتضررين من جراء جرائم النظام السابق، اضافة الى الفقرة الاولى من المادة (112) من الدستور العراقي الدائم يشير الى تامين حصة من واردات النفط والغاز للاقليم والمناطق التي تضررت في ظل النظام الدكتاتوري السابق والذين حرموا من تلك الايرادات.
ومما لا شك فيه ان اقليم كردستان بشكل عام ومناطق حدود عمليات الانفال والقصف الكيمياوي بشكل خاص قد تعرضت الى اضرار جسيمة ويجب تعويضها بهدف تطويرها وتقدمها. اضافة الى ان تعريف جريمة الانفال على انها من جرائم الجينوسايد قد كسبته على المستوى الوطني تلك النتائج السابقة. في حين رسخت على المستوى الدولي موقع الشعب الكردي ومنحته الحق في طلب الضمانات الدولية لحمايته والحيلولة دون مواجهة تلك الجريمة مجددا.