اسم الكتاب: قراءة البعث للفاشية التاريخية
الدكتور: البرت عيسى
ترجمة من الكردية: خالدمجيد فرج
مكتب الفكر والوعي في الاتحاد الوطني الكردستاني
اقليم كردستان العراق_ السليمانية
*ان هذه الدراسة بمثابة تجديد وتوسعة للاطروحة التي سبق ان تحدثت عنها، ومحاولة لفهم ظاهرة البعث من خلال تشريح الادبيات الفلسفية والسياسية للفاشية التاريخية. وهي محاولة جديدة لايجاد التشابه والتوازي بينهما.
*ان حزب البعث الذي وصل للسلطة مرتين تحول الى حزب جماهيري بمعناه الشمولي وبالاخص بعد عام 1979، عندما انتهى الى اداة طيعة في يد صدام حسين، ويرجع السبب في هذا التحول الى علاقات القرابة والمؤسسات القمعية المخيفة التي ساعدت صدام في احتكاره للسلطة. ص17
*ان البعث ومنذ تاسيسه حاول ان يسلك طريق المجابهة مستعملا الشعارات المتطرفة كي يصل الى السلطة وان ينحي جانبا الوسائل الديمقراطية. ان مؤسسة ميشيل عفلق وبعد اخفاقاته العديدة حاول ان يجعل من العنف وسيلة شرعية من اجل القيام بالتغييرات الاجتماعية والسياسية وكان له تاثير جذري على توجهات البعث، وبالاخص على البعث العراقي وعلى صدام بالذات. وبعد انتخابه كامين عام للحزب سنة 1947 اصبحوا يعتبرونه بطلا للامة العربية، وكان له تاثير على صدام حسين في مسالة الرسالة الخاصة للامة العربية .ص39
*كان عبد السلام عارف قوميا ناصريا وبعد الانقلاب بايام قليلة، بدا برفع شعار الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة. ولهذا الغرض بدا بجولاته في المناطق المختلفة في العراق والقاء الخطب النارية في سبيل صنع شعبية له بين الجماهير. هذه الاعمال ادت الى بروز الخلاف بينه وبين عبد الكريم قاسم حيث استقال خمسة من الوزراء المحسوبين على جناح القوميين وتبعهم بعد ذالك فؤاد الركابي. ص44
*في 8شباط عام 1963 استطاع البعث وبمساعدة عبد السلام عارف والبعض من الضباط الناصرين ان ينهي فترة حكم عبد الكريم قاسم. وكان اول ما فعله عارف هو الانتقام من الشيوعيين. بعد ان اعدم قاسم، وبمساعدة البعثيين في 9 من شباط نزل افراد الحرس القومي الى شوارع بغداد لكي يبدؤوا بالقضاء على اعدائهم التاريخيين، ليقتلوا الالا ف خلال ثلاثة ايام فقط بموجب قائمة معدة سلفا. وقاموا بتفتيش كل بيت للعثور على الشيوعيين ومعاقبتهم. ص47
*عودة البعث للحكم في تموز 1968، سمحت بالاستمرار في ممارسة العنف واستعمال القبضة الحديدية ضد اي شخص تسول له نفسه ان يقف ضد السلطة. ص50
*مارس البعث نفس السياسة مع الكرد. بعد ان وقع اتفاقية اذار للحكم الذاتي سنو 1970، عين خمسة وزراء من الكرد في الحكومة العراقية ومنح حق نشر الصحف والمجلات باللغة الكردية واجاز استعمال اللغة الكردية في المدارس الابتدائية والمتوسطة في كردستان. ص56
*بعد ان استولى البعث العراقي على السلطة في تموز 1968، قام وعلى الفور، ومن منطلق شمولي، بوضع برنامج لتبعيث المجتمع العراقي. ان هذه العملية كانت قد تم لها الاعداد سلفا، وان التقرير السياسي للمؤتمر الثامن لحزب البعث واضح بما فيه الكفاية حول هذا الموضوع. ص85
*من الجدير بالذكر انه خلال السنوات 1970و1980 كان البوليس السياسي البعثي يتكون من ثلاثة اقسام: (الامن ) والذي كانت مهمته الامن الداخلي،( الاستخبارات) كانت مهمته ايصال المعلومات العسكرية و (المخابرات) كانت مهمته القيام بالاعمال الامنية الحزبية. كان البوليس السياسي البعثي ماكنة مرعبة ومعقدة في نفس الوقت وكان تحت السيطرة المباشرة لصدام حسين واقربائه، وبالتعاون فيما بين اقسامه، كان يقوم بعدة اعمال رئيسية: مراقبة شبكات الحزب داخل المجتمع، ومراقبة المواطنين العراقيين في الخارج وتصفية المعارضين في الخارج، والقيام بالتجسس داخل الجيش والمؤسسات الاخرى، ص97
*ان اغناء الطفل والطالب بقيم وفلسفة البعث، يمهد الطريق لفهم هدف حمل السلاح خدمة لفلسفة العروبة والبعث ويفهم من هذا انه على كل المواطنين ان يذهبوا الى اقصى حدود العراق كي يدافعوا على الامة العربية . بعد مرور سنتين على هذا الخطاب كشف البعث وصدام كلا من نظرتها حول عسكرة التربية. ص116
*اهداف البعث
الوحدة -الحرية -الاشتراكية
*الكثير من الكتاب يعتبرون البعث علمانيا وحجتهم في ذالك قولهم ان البعث ليس حزبا دينيا لانه يفصل بين الدين والايديولوجية الرسمية. لكي نرد على هذا الادعاء وقبل كل شئ نحن بحاجة الى تعريف العلمانية. ماذا تعني العلمانية؟ ان العلمانية هي مبدا يطلب من الدولة عدم التدخل في الشؤون الدينية للافراد، ويطالبها ايضا بان لا تكون منحازة الى اي قطاع من قطاعات الشعب وان لا تفرق بين المواطنين بسبب انتمائهم الديني. ص166
*الايمان، النضال(المواجهة)، التضحية، البطولة: هذه هي مكونات العلاج الرباعي الذي تطالب به القومية الاشتراكية والفاشية  والبعث: يجب على كل اعضاء المجتمع القومي ان يساندوه لكي يتمكنوا من جعل الاضطراب العقلي للرسالة القومية المبدا الاساسي لحياة المجتمع. بهذه الصورة كانوايربون اعضاء المجتمع على اساس الحزب الشمولي كديانة سياسية، وعلى اساس عبادة الحزب الشمولي. كان البعثيون يقولون: امنت بالبعث كاله لا شريك له وبالعروبة كدين لا بديل له او ان البعث ديني والعروبة مذهبي. ص247