للكاتب: حكمت محمد كريم (ملا بختيار)
اكاديمية التوعية وتاهيل كوادر (الاتحاد الوطني الكردستاني)
اتحف حكمت محمد كريم (ملا بختيار) المكتبة السياسية الكردية بكتاب له اهميته النوعية والتحليلية في طرح اراء تمس في الصميم الافاق المستقبلية للانتفاضات وحروب التحرير، وقد الم حاذقا بالتجارب الثورية للامم والشعوب في شتى المحاور.
يتالف الكتاب من تسعة فصول وسبعة ملاحق مهمة جديرة بالتمعن والاهتمام فالفصول مقسمة على مباحث ومحاور عدة وهي تباعا: كوردو الشجاع، الشروط الموضوعية والذاتية، الطرائق المختلفة في حرب الانصار، ثورة كردستان وخصائص العصر، النتائج والمستقبل، تشويه الثورة، توطئة في الاصلاح، الثورة بين نهجين، الاعداد لثورة كردستان.
*الحالة الاجتماعية الكوردية القديمة في كوردستان، كانت بلا شك عاملا مساعدا ومشجعا على المحافظة على الامة الكوردية ووطنها وتقرير مصيرها امام المحتلين الاجانب كافة. ص40
*لقد ثبت منذ زمن طويل ان الحروب الجبهوية الكلاسيكية التي ظلت لالاف السنين نهجا عسكريا للامبراطوريات الرجعية الكبرى، لا تحالفها الانتصارات الى النهاية، وان رياح التغيير قد شملت هذه ايضا كباقي الظواهر الحياتية الاخرى، حيث كانت الامبراطوريات الاحسن تسليحا وتدريبا وتخطيطا تنتصر على الامبراطوريات الاكبر والاعرق منها. ص60
*ان الشعوب التي استطاعت ان تصل الى اكتشاف القوانين العامة والخاصة للتطور الاجتماعي وللحرية والتحرر، ومزجت فرصة توفر الشرط الموضوعي مع الشرط الذاتي والخاص هي التي انتصرت ، منها: شعب فيتنام، والجزائر، وكوبا، ولاوس وكمبوديا، واوغندا، كما سار العديد من الشعوب الاخرى على طريق الثورة الطويلة الامد، وقدمت ضحايا كثيرة، وابدت شجاعة جيدة ايضا، لكنها هزمت ، مثل: اليونان، واسبانيا، وماليزيا، وبوليفيا، والارجنتين، وكولومبيا، وبيرو، والبرازيل  الخ. ص87
*قيل: ان الحزب الشيوعي كان اقوى حزب في كوبا، وما الفائدة اذا كان هذا الحزب يهاب من الثورة! فبدلا من تشجيع الجماهير وتهيئة الارضية المناسبة لها، فعل العكس . فحينما بدات الجماهير باتخاذ مواقف ثورية، سارع الى تهدئة الوضع وتثبيط هم الجماهير، وبمعنى اخر: تهياة الشرط الموضوعي للثورة والتغيير في كوبا، لكن عدم توفر الشرط الذاتي اجهضه، فلو كانت الامور تجري وفق القانون العام والموضوعين لكان من المحتم الا تقوم الثورة ابدا في كوبا، لكن ظهر ان الواقع ليس كذالك! ص93
*في الصين التي كان عدد سكانها اكثر من عدد سكان كوبا، بمئات المرات لم يكن فيها الا حزبان كبيران هما: كوميتانك، والحزب الشيوعي . احدهما كان صاحب السلطة ، والاخر كان معارضا ثوريا، بينما كان في كوبا العديد من الاحزاب والاطراف المعارضة، والحكم كان بيد دكتاتور. ص102
*ان المجتمع والتطور الاجتماعي للشعوب، تتكون بصورة معقدة ومختلفة وليس باستطاعة احد التحكم في خط سيرهما، وكل محاولة لصنعهما، او تحريكهما حسب الرغبة والارادة، او وفق مقياس واحد ثابت من غير مراعاة الظروف والظواهر الطبيعية ستنجم عنها نتيجة خطرة ، ومن خلال النظر الى سير ظهور احداث هذه النتائج الخطيرة لتفسير الاخطاء، ينزلق السئ نحو الاسوا فالاسوا، وتحدث وتتكرر هذه الحالة في الاشياء الصغيرة والكبيرة على حد سواء ...الخ ص107
*الثورة المسلحة هي ايضا اداة من الادوات النضالية التي ولدت من رحم الحروب القديمة، واصبحت تراثا للطبقات المسحوقة، لان المستغلين، في كل المراحل، والى الان، فرضوا سلطاتهم القاهرة، وحافظوا عليها، بالحرب ولم تترك مطلقا اية طبقة حاكمة كرسي السلطة طواعية لطبقة جديدة، طيلة التاريخ . ص110
* ان اهم مسالة في الثورة هي مسالة السلطة، والسلطة الطبقية يعبر عنها حسب الرؤية الطبقية المختلفة فسلطة العمال والبرجوازية الصغيرة، والبرجوازية الوطنية هي مختلفة. فمن الصعب جدا الجمع بين دكتاتورية اربع طبقات متصارعة في المجتمع داخل سلطة سياسية واحدة، وايجاد التوافق والتلائم بينها، وتكون السلطة سلطة للجمهورية الديمقراطية الجديدة، وشيوعية، في نفس الوقت. ص162
* لايستطيع اي طرف داخل اي شعب وطبقة ، حتى تحت تاثير اكبر الدول ، او بتقليد افضل الاحزاب – صياغة برنامج صائب وصحيح ...لا يستطيع اعداد قضاياه وقضايا العالم بصورة علمية. فضياع الاستقلالية والتقليد النظري وجهان لمضمون واحد مضر، وكلما ابتعد عنه الثوريون، فانهم سيصادفون اقل العقبات . ص170
*ان الثورة الطويلة الامد، في هذا العصر، لا يمكن ان تتاح لها نفس الظروف السياسية الملائمة التي اتيحت لكوريا وفيتنام، كما ان الظروف الدولية القائمة الان هي ضد تيار الكفاح المسلح، لذالك فان انتصار الثورة، من غير المساعدات الخارجية، والدعم الاكبر، لا سيما ضد نظام مقتدر ماديا ومتسلط، كالبعث في العراق – محال حتما، في مثل هذه الحالة. ص200
*ان الثورة المضادة في هذا العصر، والى اليوم الذي تظل فيه الشعوب المضطهدة بانتظار حرب الانصار والثورة الطويلة الامد، تشكل خطرا كبيرا على انتصار هذه الشعوب . ص202
*الثورة بين نهجين
المقصود ب( نهجين) هنا الطرائق والسبل الرئيسة لانتصار الشعوب، والتركيز عليها، لا الاشكال والصور الاخرى التي يجب ان تكون في خدمة الثورة، ولا يمكن ابدا ان تتحرر الشعوب عن طريقها، ك: النهج الاصلاحي، والبرلماني، والتعاون والصداقة الوقتية ...الخ خاصة، اذا اصبحت هذه السبل الثانوية بديلا عن الثورة. ص205
*منذ ان بدا الانسان ببناء المدن والسكن فيها بشكل جماعي، كانت هذه المدن، بحكم اختلاف الاوضاع الاجتماعية فيها: الغني والفقير، والقصور الكبيرة والبيوت الصغيرة غير النتظمة، والغلاء والقحط، والظلم والجور، والسرقة والنهب ...الخ مكانا للتعبير عن عدم رضا سكانها، وكانت من مظاهرها الانتفاضات والمظاهرات والاضرابات. ص216
*ان نشوء الراسمالية، وتوسع المدن، وانتصار ثورة برجوازية المدن، دفعت الانتفاضات الى التعاون فيما بينهما، وقد انعكس هذا، واحدث صدى في كل ارجاء العالم فحتى في البلدان المتخلفة ايضا كان النضال من اجل الاستقلال السياسي في البلدان الشرقية، هو افضل دليل على صدق تلك الحقيقة الصارخة، بالرغم من ان ظهور التقدم الاقتصادي والاجتماعي، في الشرق، قد تاخر، بحكم تاخر الراسمالية في الغرب وتاخر ارسال راس المال والراسمالية الى الشرق ص224
* بعد قمع انتفاضة بارزان المسلحة، وسقوط جمهورية مهاباد، شهدت جميع اجزاء كوردستان تراجعا في النضال المسلح، ولم تندلع ، بعد ذالك، انتفاضة مسلحة- سياسية تحررية ديمقراطية خاصة بكوردستان، لكن النضال السياسي كان موجودا على الدوام، ومزج هذا النضال السياسي بالحركة العامة للنضال في الدول المحتلة لكوردستان بحكم الاحداث، وتحت تاثير سياسة اليمنيين، بشكل اكثر من اللازم. ص247
*كلما اشتد عداء النظام للحركة الكوردية، زاد حب الحركة في نفوس الكورد، ولم تتمخض كل تلك الصراعات الطبقية اسما، داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني وخارجه، ضد قيادة الحزب والبرزاني ايضا – عن اية مكاسب اقتصادية واجتماعية وسياسية، للعمال والكادحين، بل الحقت بهم اضرار بليغة، فعدا اضرارها البشرية والمالية، كانت لها اضرار سياسية، تمثلت في تضليل الكادحين . ص248
*ان تلك الاتفاقيات التي وقعها صدام مع شاه ايران، لم يقدم على ابرامها حتى الانظمة التي كانت خاضعة للاستعمار البريطاني في حينه، وهذا افضل دليل على عنصرية النظام وشوفينيته، حتى النخاع، تجاه الكرد. ص260
*كان الكورد ينتظرون دائما من كل انتفاضة مسلحة، طبقا لشعورهم الطبيعي واخلاصهم الذاتي، تحقيق هدفهم الاسمي في استقلال شعبهم ووطنهم. لكن انتظارهم هذا لم يتحقق، بل تعرض للذبح او الواد في كل مرة . ص285
* ان هجرة الشعب في كردستان لها سببان مباشران:-
الاول: شراسة الفاشية العراقية صاحبة السجل الاسود والجرائم النكراء المخجلة، كجريمة قصف حلبجة والقصبات والقرى الكوردستانية الاخرى في عمليات الانفال، بالاسلحة الكيمياوية.
الثاني:- عدم ثقة الناس ب(الجبهة الكوردستانية) ، في التصدي حتى للجيش العراقي المهزوم . ص312
صحيح ان الزمان والارضية السياسية والدولية والاقليمية قد تغيرت، وصحيح ان احداث التاريخ لا تتكرر كما هي، لكنه اضافة الى هذه الحقائق هناك حقيقة مصيرية اخرى، يجب اخذها بنظر الاعتبار دوما ...وهي... ان مصير الشعوب هو بيد الشعوب انفسها، وكل شعب سنحت له فرصة مواتية كالتي سنحت لشعب كوردستان، ولم يتمكن قادته من استغلالها على اكمل وجه، ولم يمنعوا فشل هذه الفرصة، عن طريق تقديم الخدمات وتحقيق المنجزات واشاعة الديمقراطية ... فان خطرا جسيما يظل يهدد هذا الشعب ... كيفما يكن تطور الزمان ... وفي اية مرحلة يكن التاريخ لا سيما اذا كان الشعب محاصرا كالشعب الكوردي. ص318
 

بابەتی زیاتر

Copyright © 2024. Hoshyary.com. All right reserved