كردستان – تركيا
دراسة اقتصادية اجتماعية سياسية في تحت التخلف الاستعماري
مكتب الفكر والتوعية /سليمانية
مؤسسسة حمدي للطباعة والنشر
للمؤلف الدكتور مجيد جعفر
مقدمة
الكتاب يتكون من قسمين اساسيين،هما قسم نظري واخر عملي. من الممكن البدء بقراءة اي من القسمين اولا. الا ان الفائدة الكاملة الموجودة من الكتاب تتحقق عن طريق قرائته من البداية، اذ ان القسم النظري يشكل الاطار الذي يعالج ضمنه القسم العملي.
هذا البحث يعالج موضوع اقليم او (منطقة) متخلفة ضمن بلد متخلف. لذا كان العنوان الاصلي لهذا الكتاب الصادر باللغة الانكليزية هو(تحت التخلف).
هدف البحث هو دراسة الاوضاع والتطورات الاقتصادية والاجتماعية والمعضلات الشاقة السائدة في الاقليم(كردستان تركيا)، من اجل استخلاص استنتاجات على اساسها.
*ان التطور والتخلف هما حصيلتان لعمليات تراكمية ولولبية متشابكة ومعقدة.
*التطور والتخلف يعتبران بصورة عامة مفهومين نسبيين، فاحدى البلدان(او عدد من البلدان) تربط ذهنيا ببلد اخر او ببلدان اخرى في عدد معين من المتغيراتن او الابعاد، سواء كانت اقتصادية او اجتماعية او سياسية او ثقافية. فالبلدان التي لها مقادير اكثر من مستوى محدد مسبقا وبشكل اعتباطي وكيفي من هذه المتغيرات او الابعاد تسمى بلدانا متطورة، وتلك التي لديها مقادير ادنى من ذالك المستوى تسمى بلدانا متخلفة، نامية، فقيرة، متاخرة، او باي اسم اخر.
*ان معظم المشاريع الصناعية التركية قد دمرت او اصيبت باضرار بليغة خلال الحرب العالمية الاولى و(حرب الاستقلال). كما ان الصناعيين من الاقليات المشار اليها اعلاه قد غادروا البلاد بعد هذه الاحداث. وبحلول عام 1927 كانت الصناعة الحديثة غير موجودة عمليا في تركيا، وكان مجرد4% من مجموع المشاريع الصناعية القائمة يستخدم 10 عمال او اكثر.
*اعتبرت سياسة (اشتراكية الدولة) من الاهمية بمكان من قبل الحكومة التركية الى درجة انها ادرجت في دستور البلادعام عام 1937.
*شهدت فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية بعض التوسع في القطاع الصناعي لاقتصاد تركيا. وكان هذا التوسع يعود الى الاستثمار الاجنبي، خاصة الامريكي، بالتعاون مع القطاع الخاص المحلي.
*يمثل تشجيع وتعزيز القطاع الخاص حجر الزاوية في السياسات الاقتصادية لمختلف الحكومات التركية منذ اقامة الجمهورية التركية، لان الاعتقاد السائد بين حكام تركيا هو ان تشجيع وتعزيز القطاع الخاص سيمكن وسيسبب التصنيع السريع وعصرنة البلاد، او كما اعتاد الكتاب الاتراك على تسميته ب (التغريب) (اي جعل البلاد غربية السمة والثقافة. الى ان هذه العقيدة قد اصيبت بالزعزعة في العشرينيات بسبب عوامل داخلية وخارجية.
*جرت في الاقليم في الفترة الاخيرة حركة سكانية على نطاق لم يسبق له مثيل. لقد ازدادت باستمرار الهجرة من والى الاقليم منذ بدء العهد الجمهوري في تركيا. ولكن الهجرة الى خارج الاقليم قد فاقت بكثير الهجرة اليه وخلال الفترة 1965-1970 خلقت هبوطا شديدا في معدل نمو السكان السنوي في الاقليم من 3% الاعتيادي الى 1,5%.
*ان انكار وجود الاكراد في تركيا يمثل خرقا لحقوق الانسان. ان هذه الخروقات المختلفة لحقوق الانسان في الاقليم من قبل دولة تركيا يمكن شرحها بتفصيل طويل. ولكن هذا يعتبر غير ضروري بسبب كون المصادر المشار اليها اعلاه تعطي شواهد على هذه الخروقات وتقدم امثلة محددة جرت في الاقليم في مختلف العهود والاوقات، وبسبب كون الاهتمام الرئيسي لهذه الدراسة ينصب على القضايا الاقتصادية والاجتماعية.
*تاريخ الاكراد موضوع لم يدرس ولم يحقق فيه لدرجة كافية. اما الدراسات الموجودة فهي دراسات غير نظامية غالبا، ويعود ذالك الى الظروف السياسية والاجتماعية- الاقتصادية السائدة في المنطقة بصورة عامة، ظروفا فرضت ضغطا كبيرا على الاكراد الذين حاولوا او يحاولون دراسة تاريخ الاكراد وكردستان، او دراسة اية ناحية من نواحي الحياة المتعلقة بهما.
*شددت الحكومة التركية في الثلاثينات من سياستها الرامية الى التتريك القسري للاكراد. ففي ايار من عام 1932 صدر قانون تم بموجبه تهجير الالاف من الاكراد من مناطق اقامتهم الى المناطق المقطونة من قبل الاتراك بصورة عامة، شرط ان لا يشكل هؤلاء الاكراد اكثر من 5% من مجموع سكان هذه المناطق الوسطى والغربية. بالاضافة الى ذالك، وبموجب نفس القانون، فان اولئك الذين يتكلمون لغة غير اللغة التركية يمنعون من اعادة بناء القرى والنواحي او اعادة تشكيل الاصناف الحرفية والكتابية وغيرها. وحسب قرار متخذ من قبل مجلس الوزراء، يحق لوزير الداخلية حل هذه الاصناف، وبضمنها ما هو قائم منها حتى ذالك الوقت.
*ان وضع الشعب الكردي ووضع الاقليم منذ عام 1961 لم يتغير كثيرا من ناحية موقف الدولة التركية. ولكن هناك تطويرين هامين يستحقان الذكر هنا. الاول كان الاعتراف بوجود الشعب الكردي في تركيا من قبل حزب سياسي، علني وشرعي انذاك، وللمرة الاولى في تاريخ الجمهورية التركية وهو حزب العمل في تركيا، حزب العمل التركي.
اما التطورالثاني فقد كان احداث 12/3/1971، اي الانقلاب العسكري المقنع في تركيا. كان من الاسباب المزعومة المؤدية الى هذه الاحداث هو تطور ما يسمى (كورتجولوك) او الحركة الكردية كوردايتي باللغة الكردية في المحافضات الشرقية من تركيا.
 

بابەتی زیاتر

Copyright © 2024. Hoshyary.com. All right reserved