اسم الكتاب: محطات اثرت في حياة الكورد وحركاتهم القومية
بقلم: عبد الرزاق محمود القيسي
اكاديمية التوعية وتاهيل الكوادر
السليمانية – 2010
مقدمة
من خلال مطالعاتي وقراءاتي في العديد من الكتب والبحوث والمقالات وجدت هناك محطات كان لها اعمق الاثر في حياة الكورد والقت بظلالها على تشكيل وتوجهات حركاتهم القومية.
*ان تسمية (كورد) يعود تاريخها الى زمن الفتوحات الاسلامية لتلك البلاد، وبذا اصبح جمع هذا الاسم يصرف حسب قواعد اللغة العربية، فيقال اكراد (مثل ترك جمعها اتراك وعرب جمعها اعراب وهكذا ...) كما ان هناك صيغة فارسية وهي كوردان (لم يرد علي يوما مثل هذه التسمية، لا من الكورد ولا من غيرهم في العراق ).
*ان القيم العالية والمقدرة العسكرية الفائقة التي كان يتمتع بها صلاح الدين الايوبي جعلت منه اسطورة بطولية في عموم العالمين العربي والاسلامي، ونال احترام وتقدير الكثير من القادة والمنظرين العسكريين في العالم ويحق للكورد التباهي بحقيقة كونه ينتمي الى قوميتهم.
*مع مجى الفتوحات الاسلامية ظهر مفهوم جديد، وهو الانتماء القومي. كان العرب، قبل الاسلام وبدء الفتوحات الاسلامية عشائر وقبائل متنافرة يقاتل بعضها البعض لسبب او بدون سبب، وعندما بدات الفتوحات الاسلامية متجهة شمالا لمحاربة عنصرين من اصول بعيدة عن اصل العنصر العربي والاقوام السامية الاخرى التي كانت تستوطن وادي الرافدين وبلاد الشام حارب جيش الفتح اول ما حارب باسم الاسلام ولكن جيش الاسلام هذا كان عربيا صرفا، لذا قد طغى على سطح مسيرة الفتوحات الاسلامية حس بالانتماء العربي ولو ان هذا الاحساس بالانتماء العربي اخذ يتضاءل بعد دخول جيش المسلمين الى بلاد فارس واعالي وادي الرافدين واعتناق سكانها الدين الجديد ومحاربة اقوام تلك الارجاء جنبا الى جنب مع اخوانهم في الدين من العرب وانطلاقا من المبدا القراني الذي يقول بان: (لا فضل لعربي على اعجمي (اي من هم من غير العرب) الا بالتقوى).
*موقف دول الحلفاء تجاه قضية الارمن بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى واتجاه النية صوب اقامة دولة (جمهورية) ارمينية في مناطق تواجدهم، انذاك ، والذي اثار انتباه المتنورين الكورد والذين كان غالبيتهم يتركزون في مدينة السليمانية، وشجعهم على ابداء رغبتهم في ايجاد دولة كردية مستقلة، على غرار الدولة الارمينية.
*لقد جاءت ثورة العشرين، والتي اندلعت بادئ الامر في مناطق الفرات الاوسط، وبالاخص في كربلاء والنجف والمناطق المحيطة بهما، ثم انتشرت لتعم معظم انحاء العراق شمالا وجنوبا لتحبط مخططات حكومة الهند (البريطانية) واجبارها على القبول بقيام دولة العراق المستقلة. لقد القت تلك الاحداث بظلالها على عموم المنطقة واثرت بشكل ملحوظ على تنامي الوعي القومي لدى العرب، والذي اثر بدوره في بروز وعي قومي محدد المعالم لدى المكون الثاني في وادي الرافدين الا وهو الشعب الكردي .
*ان سيطرة الجيش على مقدرات الامور في اي بلد تفرز، في غالب الاحيان، شكلا من الوطنية العدائية والتي تقف في وجه اية محاولة لتوحيد مكونات ذالك البلد، اذا كان متعدد الاعراق
*لقد عملت الحكومة البريطانية وبالتنسيق مع الحكومة الفرنسية على تشجيع بعض الاطراف الكردية على التحرك السياسي المضاد لما تسعى اليه الحكومة التركية. ففي عام 1927 قام عدد من الشخصيات الكردية بعقد مؤتمر لهم في منتجع بحمدون في لبنان، وقد ضم المؤتمر عددا من الوجوه الارستقراطية في المجتمع الكردي من ملاك الاراضي السابقين ، ومن بينهم كل من الامير كامران بدر خان شاهين بيك وممدوح سليم بك وكذالك احسان نوري باشا ، الذي اصبح بعد ذالك قائدا ل قوات الثوار الكورد وزعيما لانتفاضة عام 1930 وهو الرجل الذي سبق له ان كان احد القادة في الجيش التركي الذي حارب اليونانيين وانتصر عليهم .
*لقد كان صدام حسين وراء سياسة المخادعة التي سارت عليها الحكومة البعثية منذ استلامها السلطة، على اثر الانقلاب الذي قام به البعثيون في السابع عشر من تموز عام 1968، وكان من بين من شاركوا في انجاح ما حصل في السابع عشر من تموز عام 1968، بالاضافة الى البعثيين وبعض الفئات الثانوية الاخرى اثنان من الضباط المعروفين بميولهم اليمنية وهما كل من عبد الرزاق النايف وابراهيم الداوود يؤازرهما عدد من الضباط الشباب ذوي التوجيهات اليمينية ايضا.
الخاتمة
لقد عملت كل من الجمهورية التركية وايران الحديثة ودولتي العراق وسوريا على توحيد جهودهم والتنسيق فيما بينهم، بشكل او باخر، في مواجهة التحركات الكردية في كل منها، وكان حلف بغداد، بين كل من العراق وتركيا وايران وباكستان (والذي اصبح، بعد ان انسحب منه العراق في عام 1958، يعرف باسم حلف السينتو اي الحلف المركزي) ، من اهم اوجه هذا التعاون والتنسيق.
*نجحت الجهود المتواصلة، في ان ينال الكورد في كوردستان العراق ما كانوا ياملونه ، والزمن كفيل بان يحقق لباقي مكونات الشعب الكردي ما يصبوا اليه من عيش حر كريم، بالرغم من حدود تفرقهم في اوطان مختلفة، ولكن متجاورة، فانهم متحدون بالمشاعر والاحاسيس والتطلعات.
بابەتی زیاتر