الكاتب :كاوسين بابكر
مكتب الفكر والوعي في الاتحاد الوطني الكردستاني
اقليم كردستان _ السليمانية
المقدمة :
يتكون الاتحاد الفدرالي من اتفاق عدة دول،بمقتضى دستور على اقامة اتحاد دائم فيما بينها تمثله حكومة مركزية، هي حكومة الاتحاد، وتباشر في حدود اختصاصاتها سلطاتها على حكومات الدول الاعضاء، وعلى جميع رعاياها. وتفني الشخصية الدولية للدول الاعضاء في شخصية الدولة الاتحادية. يفرض هذا الشكل المركب للدولة توزيعا دقيقا واضحا للسلطات على شكل صلاحيات ومسؤليات دستورية ما بين الاقاليم والحكومة الاتحادية، لكي يعرف كل منها مجل اختصاصاتها ومسؤلياتها القانونية، ولتجنب المنازعات القانونية . ومن هنا يختص الدستور الفدرالي بتوزيع الاختصاصات الدستورية ما بين سلطتين _هما حكومتين الاتحادية والاقليمية .
*تعد الدولة الفدرالية اتحادا دستوريا ما بين دولتين (اقليميتين) او اكثر، وتخضع هذه الاقاليم في بعض الامور لسلطة اتحادية واحدة، فيما تملك نوعا من الاستقلالية بامور اخرى، تخضع بشانها الى سلطاتها الخاصة، وتنشا هذه الدولة بموجب دستور يسن من قبل الدول الراغبة في الاتحاد، يسمى بالدستور الفدرالي، اذ يعد المنشئ للدولة الفدرالية والمنظم لبنائها القانوني والسياسي، ويشكل القانون الاساسي لها. ص12
*الفدرالية هي استقلال داخلي ضمن الدولة الواحدة والسلطة المركزية الفدرالية على اساس المساواة ص19
*امثلة الاتحاد التعاهدي
1- الاتحاد السويسري (1815-1848)
2-الاتحاد الامريكي (1776-1787)
3-الاتحاد الجرماني (1815-1866)
4-الجامعة العربية (الاتحاد العربي)ص28
*تم في مؤتمر فينا اقتراح دستور سويسرا وكان هذا الدستور عبارة عن تسوية، او حلا وسطا بين الاتحاد الهش، وغير المحكم للكونفدرالية القديمة، وبين مدعي ومناصري المركزية من بعض المقاطعات . ص53
*العهد الجمهوري: ثورة ايلول 1961-1975
تعرض الشعب الكردي خلال العهد الملكي السابق، وكما راينا انفا الى صنوف من القمع والاجحاف والظلم والاذلال، وكان زعيمه الملا مصطفى البارزاني يعيش في المنفى في الاتحاد السوفياتي، لحوالي ثلاثة عشر عاما، كما كان نشاط الحزب الديمقراطي الكردستاني الممثل الحقيقي للحركة التحررية الكردية انذاك محظورا، فقد كان هذا الشعب شانه شان اشقائه العرب وسائر الاقليات الاخرى في البلاد ينتظر بفارغ الصبر ساعة الخلاص من هذا النظام، ومن جبروته فلما انفجرت ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 كان الكرد اول من استبشروا بها خيرا، والتفوا حولها، بل واحتضنوها على امل ان تتحقق امانيهم القومية المشروعة، ولا يمكن ان ننكر بان هذه الثورة قد حققت في بداية عهدها مكاسب ملموسة للاكراد، اذ نص الدستور المؤقت الصادر في السابع والعشرين من تموز 1958 على (ان العرب والاكراد شركاء في هذا الوطن) . ص89
*يعتبر اشعال نار الحرب ضد الاكراد من الاسباب المهمة التي ساهمت في سقوط حكومة عبد الكريم قاسم، في الثامن من شباط عام 1963 ، وقد استمرت الثورة والقتال حتى اوائل شهر شباط 1964، وكانت حكومة قاسم قد سقطت اثر انقلاب 8شباط 1963، ثم تلاها سقوط حكومة البعث في الثامن عشر من تشرين الثاني عام 1963 ، بانقلاب عسكري قاده (عبد السلام عارف) وفي عهدهم حاولت قيادة الثورة التقرب من الحكومة لحل قضية الكوردية بطرق السلمية لكن لم تتجاوب حكومة البعثيين. ص91
*قرر مجلس قيادة الثورة في الحادي عشر من اذار 1970 الاخذ بنظام الحكم الذاتي في كردستان. كما تم تعديل الدستور المؤقت لسنة 1970 باضافة الفقرة ج التالية الى المادة الثامنة منه:
ج تتمتع المنطقة التي غالبية سكانها من الاكراد بالحكم الذاتي وفقا لما يحدده القانون.
وقد تم تشريع قانون الحكم الذاتي لمنطقة كردستان رقم 33 لسنة 1974 ، علما ان الحكم الذاتي تنظيم قانوني داخلي تم تطبيقه في العديد من الدول التي تنطوي على تنوع سكاني لمعالجة اشكالية عدم التكامل الناجمة عن وجود خصوصيات اجتماعية مختلفة، تنزع الى تحقيق طموحاتها ورغباتها الخاصة، وحيث ان قيام هذا التنظيم يتوقف على عناصر معينة يجب توافرها لكي يمكن تطبيقها، فلا بد من توفر شروط او عنصر اساسي قبل تطبيق هذا النظام الا وهو ارتباط قومية معينة او جماعة دينية او لغوية او ثقافية باقليم معين اضافة الى عناصر هذا النظام الاخرى، وهي الاستقلال الذاتي، والرقابة المركزية – ومن هنا يختلف نظام الحكم الذاتي عن الانظمة اللامركزية الادارية، التقليدية التي تتطلب فقط لقيامها عنصري الاستقلال الذاتي والرقابة الادارية لان الانظمة الاخيرة تقوم على اعتبارات ادارية وتنظيمية واقتصادية بحتة.
ويتبين مما تقدم ان قيام الحكم الذاتي يستلزم توافر العناصر التالية:
اولا / ارتباط قومية او مجموعة دينية او لغوية او ثقافية باقليم معين.
ثانيا/ الاستقلال الذاتي
ثالثا/ الرقابة المركزية . ص94
بابەتی زیاتر