اسم الكتاب: مندلي في التاريخ
قديما وحديثا
المؤلف: محمد جميل بندي الروزبياني
من منشورات مكتب الفكر والتوعية للاتحاد الوطني الكردستاني 
مقدمة
لا عجب ان تلعب بنا حوادث الدهر لعب الريح بالورق، فقد عاهدنا نحن  بني قومنا الا نسير بهم الا الى ضوء ينير امامهم المستقبل دون الاصغاء الى صفير ابواق زبانية عملاء الاستعمار، وهي تنذرنا بلزوم الانحراف عن المسير.
مشيناها خطى كتب علينا
ومن كتب عليه خطى مشاها
*لقد اختلف المؤرخون قديما وحديثا في منشا اسم مندلي وذهبوا مذاهب شتى، وادعوا ان الاسم تعرض الى تغيرات وتطورات وتحريفات. قال ياقوت الحموي: البنديجين لفظه لفظ التثنية، ولا ادري ما بندنيج مفردة؟ الا ان حمزة الاصبهاني قال: بناحية العراق موضع يسمى(وندنيكان) وعرب على البندنيجين ولم يفسر معناه
وقال المستوفي القزويني بندجين وتلفظ بنديان ايضا.ص9
اما الاسم بشكله الاخير(مندلي) فيرجع تاريخه الى ما قبل القرن الثاني الهجري (الرابع عشر للميلاد)، فقد ورد هكذا في كتاب (الانساب) المعروف ب(صحاح الاخبار) الذي توفي مؤلفه سنة 885هجري 1480 ميلاد، ولكن في الكتب التاريخية الفارسية تكتب (مندليج) باضافةج . ص10
*مندلي – وهي ما تزال في محلها القديم نفسه- بلدة عامرة تتالف من ست حارات كبيرة: اربع منها متصلة البنيان، هي قلعة بالى (بالائي)، قلعة جميل بك، بوياقي، وسوق الكبير. واثنتان منها منفصلة عن بقية المحلات هما محلتا (النقيب) البعيدة عن بوياقي بنحو 400 متر وقلم حاج البعيدة عن سوق الكبير بنحو الف متر، تفصلها عنها بساتين يخترقها شارع مزفت تسلكه السيارات نحوبليدة قازانية (جيزاني). تقع بليدة مندلي على الحدود الايرانية – العراقية في الجهة الغربية من جبل بشتكوه، على بعد سبع كيلو مترات وهي مركز قضاء تابع للواء ديالى تقع شرقي بعقوبة (مركز اللواء) على مسافة 93 كيلو متر منها وفي الشمال الشرقي من بغداد على مسافة 151 كيلو متلر  منها . ص12
*لقد كانت لهذه البلدة مكانتها التاريخية، فكانت في العهد الساساني احدى طساسيج (نواحي) استان (محافظة) شاذقباد ثم اعتبر ضمن استان شاذفيروز . قال المقدسي والحلوان: خانقين، زبوجان، المرج، شلاشار، الجان، الحر، السيروان، وبندنيجان ..الخ . ص13
*خضعت مندلي عام 440هجري 1048ميلادي لتصرف شخص يدعى (عكبربن احمد بن عياض)، يقول ابن الاثير: ( وسار مهلهل ومعه اهله وامواله الى بغداد فانزلهم بباب المراتب بدار الخلافة خوفا من الغز وعاد الى حلله (منازله) وبينه وبين بغداد ستة فراسخ، وسار جمع  من عساكر بغداد الى البنديجين وبها جمع  من الغز مع (عكبر بن احمد بن عياض) فتواقعوا واقتتلوا فانهزم عسكر بغداد وقتل منهم جماعة ..الخ . ص20
*من الضباط الذين تولوا ادارة مندلي من المتفذين المحليين: 1- السيد صالح اغا الكبير جدا اسرة النقيب. 2-احمد اغا الكبير جد اسرة احمد عبد اللطيف المستنطق . 3-محمد اغا تفنكجي باشي . 4- خالد اغا . 5-حبيب اغا النقيب. 5-حبيب اغا. 6-عبد القادر اغا 7-السيد رستم اغا النقيب .وكانت هذه الاسر تتنافس على احراز الاقطوعة وتولى ادارة المنطقة. ص32
*لعل السبب في الزيادة القليلة لنفوس القضاء هو ان السلطة العراقية قامت في عام 1943 بتهجير الوف من اكراد مندلي الى الاراضي الايرانية ، بحجة انهم جاءوا من مناطق بشتكوه . ص84
*في مندلي سوق طويل يضم 358 باب حانوت، حيث في السوق قيساريات عديدة: 1- قيسارية للوقف. 2- قيسارية لال نقيب. 3- قيسارية لال البنديجيني 4- قيسارية لال شكير 5- قيسارية لعدد من الاهلين 6- قيسارية قديمة مهجورة اكثر حوانيتها خالية. ص89
*معظم اهالي بندنيجين وانحائها مسلمون، منقسمون الى سنيين وشيعيين وعدا المسلمين هناك كاكائيون انهم على دين الاكراد الايرانيين القديم . وفي البلدة يهودي واحد واسر من المسيحيين وهم موظفون جاءوا من بلدان اخرى . اما المعتقدات فتشوبها الخرافات ص91
*لم تمتد يد العمران الحديث الى مندلي، فلا تجد فيها بنايات عصرية للاهالي، اما بنايات الدوائر الحكومية فمنها ما هو على الطراز الحديث ومنها ما هو على الطراز القديم ص94
لقد انجبت مندلي في قرونها الاسلامية الاولى والوسطى – كما مربنا عددا كبيرا من العلماء والادباء حازوا المكانة اللائقة ونالوا الشهرة الواسعة وكفى بمندلي فخرا ان درس فيها في القرن الثاني الهجري ابو الحسن علي بن المغيرة المعروف بالاثرم صاحب ابي عبيدة. ص95
*اللغة في مندلي هي اللغة المندلاوية اذ ان لهذه البلدة لغة خليطا من الكردية ( اللرية – الكورانية – الكلهرية) ، والتركمانية (التركية المغولية – والاذرية) والعربية  ص96
*في بلدة مندلي مسجدا جامع ومسجدان وعدة تكايا ، وحسينيتان وتوراة (كنيس) لليهود، مهجورة. ص100

بابەتی زیاتر

Copyright © 2024. Hoshyary.com. All right reserved